Sonntag, 18. Mai 2008

أنا وليلى


أنا وليلى

واشطبوا أسمائكم

قصيدة للطالب:- حسن المرواني

ألقيت في حفل التخرج لكلية التربية- بغداد

عام 1978

يا ليلىكثيرا ما يسألوني ما دامت قد رفضتك لماذا لا تبحث عن واحدة أخرى؟

أتدرين ماذا كنت اقول لهم؟

………… لا بأس أن أشنق مرتين …………

………… لا بأس أن أموت مرتين …………

أرفض أن أحب مرتين ولكني وبكل ما يجيده الأطفال من إصرار


دع عنك لومي واعزف عن ملامات
..........
إني هويت سريعاً من معاناتي

ديني الغرام ودار العشق مملكتي
...........
قيس أنا وكتاب الشعر توراتي
ما حرم الله حباً في شريعته
........... بل بارك الله أحلامي البريئات
انا لمن طينة والله أودعها
...........
روحاً ترف بها عذب المناجاة
دع العقاب ولا تعذل بفاتنة
...........
ما كان قلبي نحيت في حجرات
إني بغير الحب أخشاب يابسة
...........
إني بغير الهوى أشباه أموات
إني لفي بلدة أمسى بسيرها
...........
ثوب الشريعة في مخرق عاداتي
يا للتعاسة من دعوى مدينتنا
...........
فيها يعد الهوى كبرى الخطيئات
نبض القلوب مورق عن قداستها
...........
تسمع أحاديث أقوال الخرافات
عبارة علقت في كل منعطف
...........
أعوذ بالله من تلك الحماقات
عشق البنات حرام في مدينتنا
...........
عشق البنات طريق للغوايات
إياك أن تلتقي يوماً بامرأة
............
إياك إياك أن تغري الحبيبات
إن الصبابة عار في مدينتنا
............
فكيف لو كان حبي للأميرات
سمراء ما حزني عمراً أبدده
............
ولكن عاشق والحب مأساتي
الصبح أهدى إلى الأزهار قبلته
............
والعلقم المرقد أمسى بكاساتي
يا قبلة الحب يا من جئت أنشدها
............
شعراً لعل الهوى يشفي جراحاتي
ذوت أزهار روحي وهي يابسة
............ ماتت أغاني الهوى ماتت حكاياتي
ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي
.............
واستسلمت لرياح اليأس راياتي
جفت على بابك الموصود أزمنتي
.............
ليلى وما أثمرت شيئاً نداءاتي
أنا الذي ضاع لي عامان من عمري
............. وباركت همي وصدقت افتراضاتي
عامان ما رف لي لحن على وتر
.............
ولا استفاقت على نور سماواتي
اعتق الحب في قلبي وأعصره
..............
فأرشف الهم في مغبرّ كاساتي
وأودع الورد أتعابي وأزرعه
..............
فيروق شوكاً ينمو في حشاشاتِ
ما ضر لو عانق النيروز غاباتي
.............. أو صافح الظل أوراقي الحزينات
ما ضر لو أن كفا منك جاءتنا
.............. بحقد تنفض آلامي المريرات
سنين تسع مضت والأحزان تسحقني
.............
ومت حتى تناستني صباباتي
تسع على مركب الأشواق في سفر
..............
والريح تعصف في عنف شراعات
طال انتظاري متى كركوك تفتح لي
..............
درباً إليها فأطفي نار آهاتي
متى ستوصلني كركوك قافلتي
..............
متى ترفرف يا عشاق راياتي
غداً سأذبح أحزاني وأدفنها
..............
غداً سأطلق أنغامي الضحوكات
ولكن نعتني للعشاق قاتلتي
...............
إذا أعقبت فرحي شلال حيرات
فعدت أحمل نعش الحب مكتئباً
...............
أمضي البوادي وأسماري قصيداتي
ممزق أنا لا جاه ولا ترف
...............
يغريكِ فيَّ فخليني لآهاتي
لو تعصرين سنين العمر أكملها
...............
لسال منها نزيف من جراحاتي
كل القناديل عذب نورها وأنا
...............
تظل تشكو نضوب الزيت مشكاتي
لو كنت ذا ترف ما كنت رافضة
.............
حبي... ولكن عسر الحال مأساتـي
فليمضغ اليأس آمالي التي يبست
............. وليغرق الموج يا ليلى بضاعاتي
عانيت لا حزني أبوح به
.............. ولست تدرين شيئاً عن معاناتي
أمشي وأضحك يا ليلى مكابرةً
..............
علّي أخبي عن الناس احتضاراتي
لا الناس تعرف ما خطبي فتعذرني
............... ولا سبيل لديهم في مواساتي
لاموا افتتاني بزرقاء العيون ولو
..............
رأوا جمال عينيك ما لاموا افتتاناتي
لو لم يكن أجمل الألوان أزرقها
..............
ما اختاره الله لوناً للسموات
يرسو بجفني حرمان يمص دمي
..............
ويستبيح إذا شاء ابتساماتي
عندي أحاديث حزنٍ كيف أسطرها
............... تضيق ذرعاً بي أو في عباراتي
ينزّ من حرقتي الدمع فأسأله
............... لمن أبثّ تباريحي المريضات
معذورة أنتِ إن أجهضت لي أملي
............... لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي
أضعت في عرض الصحراء قافلتي
............... فمضيت أبحث في عينيك عن ذاتي
وجئت أحضانك الخضراء منتشياً
...............
كالطفل أحمل أحلامي البريئاتِ
أتيت أحمل في كفيّ أغنيةً
..............
...أجترها كلما طالت مسافاتي
حتى إذا انبلجت عيناك في أفق
................ وطرز الفجر أيامي الكئيباتِ
غرست كفك تجتثين أوردتي
................
وتسحقين بلا رفق مسراتي
واغربتاه مضاعٌ هاجرت سفني عني
................. وما أبحرت منها شراعاتي
نُفيت واستوطن الأغراب في بلدي
.................
ومزقوا كل أشيائي الحبيبات
خانتك عيناك في زيف وفي كذب
................. أم غرّك البهرج الخــداع مولاتي
توغلي يا رماح الحقد في جسدي
..................
ومزقي ما تبقى من حشاشاتي
فراشة جئت ألقي كحل أجنحتي
.................
لديك فاحترقت ظلماً جناحاتي
أصيح والسيف مزروع بخاصرتي
.................
والغدر حطم آمالي العريضات
هل ينمحي طيفك السحري منى خلدي
.................. وهل ستشرق عن صبح وجناتي
ها أنت أيضاً كيف السبيل إلى أهلي؟
..................
ودونهم قفر المفازات
كتبت في كوكب المريخ لافتةً
..................
أشكو بها الطائر المحزون آهاتي
وأنت أيضاً ألا تبّت يداكِ
..................
إذا آثرتِ قتلي واستعذبت أنّاتي
من لي بحذف اسمك الشفاف من لغتي
.................
إذاً ستمسي بلا ليلى حكاياتي
إذاً ستمسي بلا ... لـــــــيلى
...........................
حكاياتي


Donnerstag, 10. April 2008

أنشودة المطر













عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ،
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر .
عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ
يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر
كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ...
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ،
دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،
والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛
فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء
ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء
كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر !
كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ
وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ...
وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم ،
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودةُ المطر ...
مطر ...
مطر ...
مطر ...

تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ
تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ .
كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :
بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ
فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال
قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ " ..
لا بدَّ أن تعودْ
وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ
في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛
كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك
ويلعن المياه والقَدَر
وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ .
مطر ..
مطر ..

أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟
وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟
بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ،
كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر !
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ
سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ،
كأنها تهمّ بالشروق
فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ .
أَصيح بالخليج : " يا خليجْ
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى " !
فيرجعُ الصّدى كأنّه النشيجْ :
"يا خليج يا واهب المحار والردى " ..

أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ
ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ،
حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ
لم تترك الرياح من ثمودْ في الوادِ من أثرْ .
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ،
عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين :
"مطر ...
مطر ...
مطر ...

وفي العراق جوعْ
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشّوان والحجر
رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ
مطر ...
مطر ...
مطر ...

وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ
ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر ...
مطر ...
مطر ...

ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء
تغيمُ في الشتاء ويهطل المطر ،
وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ
ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ .
مطر ...
مطر ...
مطر ...

في كل قطرة من المطر
حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ .
وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد
أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة !
مطر ...
مطر ...
مطر ...

سيُعشبُ العراق بالمطر " ...
أصيح بالخليج : " يا خليج ..
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى " !
فيرجع الصدى كأنَّه النشيج :
"يا خليج يا واهب المحار والردى " .
وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ،
على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار
وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لجَّة الخليج والقرار ،
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى .
وأسمع الصدى
يرنّ في الخليج
"مطر ..
مطر ..
مطر ..

في كلّ قطرة من المطرْ
حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ .
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة " .
ويهطل المطرْ..

نهر الاحزان








عيـــــناكِ كـنهري أحـزانِ
نهري موسيـقى .. حملاني
لـوراءِ، وراءِ الأزمــــــانِ

نهرَي موسيقى قد ضاعا
سيّدتي .. ثمَّ أضاعـــاني
الدمعُ الأسودُ فوقهمـــــــا

يتساقطُ أنغامَ بــــــــيـانِ
عيناكِ وتبغي وكحـــولي
والقدحُ العاشرُ أعمـــاني
وأنا في المقعدِ محتــــرقٌ
نيراني تأكـلُ نـــــيـراني
أأقول أحبّكِ يا قمـــــري؟
آهٍ لـو كانَ بإمكـــــــــاني
فأنا لا أملكُ في الدنـــــيـا
إلا عينيـكِ وأحـزانــــــي
***
ســــفني في المرفأ باكيـةٌ
تتمزّقُ فوقَ الـخلجــــــانِ
ومصيري الأصفرُ حطّمني
حطّـمَ في صدري إيماني
أأسافرُ دونكِ ليلـــــكـتي؟
يا ظـلَّ الله بأجفــــــــاني
يا صيفي الأخضرَ ياشمسي
يا أجمـلَ .. أجمـلَ ألواني
هل أرحـلُ عنكِ وقــصّتنا
أحلى من عودةِ نيــــسانِ؟
أحلى من زهرةِ غاردينيا
في عُتــمةِ شعـرٍ إسـبـاني
يا حبّي الأوحدَ.. لا تـبكي
فدموعُكِ تحفرُ وجــــداني
إني لا أملكُ في الدنــــــيـا
إلا عينيـكِ .. و أحزانـــي
***
أأقـولُ أحبكِ يا قمــــري؟
آهٍ لـو كـان بإمكـــــــــاني
فأنـا إنــــــــــسـانٌ مفقـودٌ
لا أعرفُ في الأرضِ مكاني
ضيّعـني دربي .. ضيّعَـني
إسمي .. ضيَّعَـني عنـواني
تاريخـي! مـــــا ليَ تاريـخٌ
إنـي نسيـانُ النســـــــــيـانِ
إنـي مرسـاةٌ لا ترســـــــــو
جـــرحٌ بملامـحِ إنـــــسـانِ
مــــــاذا أعطيـكِ؟ أجيبيـني
قــلقـي؟ إلحـــادي؟ غثيـاني
ماذا أعطيـكِ ســـــــوى قدرٍ
يرقـــــصُ في كفِّ الشيطانِ
أنا ألــــــفُ أحبّكِ .. فابتعدي
عنّي.. عن نـــــاري ودُخاني
فأنا لا أمـلكُ في الدنـــــــــيـا
إلا عينيـكِ .. وأحــــــــزاني